تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
رحلة الشتاء والصيف والمال وسمة

إدارة الاتصال والتسويق – الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية ( سمة)

​​قدم المسلمون خدمات جليلة في تطوير العمل المصرفي فاقت أعمال الإغريق كما تفوق ما أعتبره الأوروبيون بداية العمل المصرفي الحديث. شكّلت وديان مكة مركزًا تجاريًّا آمنا تسير القوافل منها وإليها شمالًا وجنوبًا في رحلتى الشتاء والصيف، وهي تتمتع بالأمان والثقة والضمان والاستقرار، وهذا هو الأساس الذي يقوم عليه العمل المصرفي، لكن ذلك لا يمنع المخاطر. فكان من الطبيعي أن يظهر في مكة المكرمة صورًا من التعامل في مجال إيداع الأموال واستثمارها وتبادلها. وكان أول من ابتكر طريقة الإيداع بمنع الاكتناز المحرم في الإسلام ويتيح للمودع لديه حرية التصرّف بالأموال المودعة، وهي الأساس المرتكز عليه عمل المصارف، هو الزبير بن العوام – رضي الله عنه وأرضاه – فكان لا يقبل أن يودع لديه مالًا إلا على سبيل القرض. وكانت المعلومات الائتمانية حاضرة لكنها بشكل قديم، حيث كانت المعرفة الشخصية، والسلوكيات بين التجار بعضهم بعضًا تشكل في مجملها معلومات مفيدة .

وعند انتشار استعمال الفوائد في جميع المصارف، كان من الطبيعي البحث عن بديل للمصرف التجاري، لإيجاد مصرف يقوم على مبادئ الشريعة الإسلامية. و لقد كانت التجربة في وقتنا المعاصر للمصارف الإسلامية في ماليزيا سنة 1940 وباكستان في 1950؛ حيث تم إنشاء أول صناديق ادخار لا تعمل بالفائدة. وفي مصر تبلورت أول تجارب واقعية في العمل بالمصارف الإسلامية في عام 1963 تمثّلت في إنشاء بنوك الإدخار المحلية وكان ذلك على يد الدكتور أحمد النجار في مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، إذ كانت لا تتعامل بالفائدة، ولم يكتب لهذه التجربة الاستمرار حيث أغلقت في عام 1967، ثم تقرر تدريس مادة الاقتصاد الإسلامي بجامعة أم درمان بالخرطوم في السودان عام 1963 وخرج منها مشروك مصارف بلا فوائد مع الدعوة لتطبيقها، ثم ظهر بنك ناصر الاجتماعي في مصر سنة 1971، وهكذا تبلورت الفكرة في المؤتمر الثاني لوزراء مالية الدول الإسلامية في جدة سنة 1973 حيث تقرر إنشاء بنك إسلامي للتنمية كمؤسسة إسلامية من بين دول أعضاء المؤتمر الإسلامي، وافتتح البنك الإسلامي رسميا في أكتوبر 1975، وكان هذفه الرئيسي دعم التنمية الاقتصادية، ثم بدأت المصارف الإسلامية بالانتشار في مختلف الدول.

ويرى د. أحمد الخليفي محافظ البنك المركزي السعودي (ساما) سابقا أنّه من اللافت للنظر أنّ المصرفية الإسلامية حول العالم أظهرت خلال العقدين الماضيين مستوى مرونة أعلى بكثير من المصرفية التقليدية خلال الأزمات المالية العالمية التي شهدناها. وتشير التقديرات إلى نمو التمويل الإسلامي حول العالم بمعدل يزيد عن 10 في المئة سنويًّا. ويوحي هذا المستوى من النمو والمرونة المرتفعة بأنّ المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية قد يكون لديها إمكانيات أكبر من مجرد تلبية احتياجات أكثر من 1,5 مليار مسلم حول العالم. وقد تساهم المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في تقديم حل أفضل للمواءمة بين العائد ودرجة المخاطرة، مما يساعد في جذب شرائح أكبر من العملاء وتوفير بديل لهم عن المنتجات المصرفية التقليدية، سواء أكانوا أفرادًا أم مؤسسات أم شركات. وقد شهدت المصرفية الإسلامية تحولات كبرى خلال العقد الماضي؛ حيث توسع الهيكل المالي للمصرفية الإسلامية بوتيرة متسارعة نتيجة لنمو الطلب عليها. وبالإضافة إلى وجود المصارف الإسلامية الصافية، فقد بدأت مؤسسات مالية غير مصرفية في تقديم خدماتٍ مالية متوافقة مع الشريعة، حتى أصبح من الشائع الآن أن نرى مجموعة مالية إسلامية تتألف من مصرف وشركات تمويل وتأجير تمويلي وتأمين تكافلي.

وفي العديد من الدول ذات النسب المرتفعة من السكان المسلمين، نلاحظ دخول المصارف المحلية فيها في منافسة شرسة على تقديم خدمات مصرفية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، وزاد من ضراوة المنافسة دخول مصارف دولية كبرى. وقد أدت هذه المنافسة الإيجابية إلى تطوير مجموعة من المنتجات والأدوات الإسلامية الحديثة التي تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل، وهي خطوة نرحب بها جميعًا.

  • تجارب المملكة العربية السعودية في مجال المصرفية الإسلامية:  

تطوّرت الخدمات والمنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في المملكة العربية السعودية بحسب حاجة السوق؛ حيث استجابت المصارف والمؤسسات المالية الأخرى لمتطلبات عملائها ولبّت احتياجاتهم. وانطلاقًا من سياستها الراسخة، يشجع البنك المركزي السعودي (ٍساما) جميع المؤسسات الخاضعة لإشرافها على تلبية احتياجات عملائها، وتدعم على الدوام مبادرات تطوير المنتجات الملبية لاحتياجات العملاء.

وتقدم جميع المصارف السعودية الاثني عشر والعديد من فروع المصارف الأجنبية العاملة في السعودية منتجات تمويلية متوافقة مع الشريعة الإسلامية. وتشكل المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية معظم قطاع المصرفية السعودية للأفراد، كما نلاحظ نموًا كبيرًا في هذه المنتجات في قطاع الشركات، ونتوقع استمرار هذا النمو بنفس الوتيرة خلال العقد القادم. وقد ضمن البنك المركزي السعودي (ساما) توفر بيئة عمل تدعم المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، بما في ذلك توفير التدريب المتخصص لمنسوبيها ومنسوبي المصارف في مجال المصرفية الإسلامية. وترتكز السياسة العامة للبنك المركزي السعودي (ساما) على مبدأ الاحترازية والاستباقية في تنفيذ مهامها بصفتها إحدى الجهات المنظمة والمشرفة على القطاع المالي في المملكة العربية السعودية. وقد تبنى البنك المركزي السعودي (ساما) لسنوات طويلة الإطار المبني على أساس المخاطر لتنظيم القطاع المصرفي والمؤسسات المالية والإشراف عليها، وتمكن عبر الزمن من تطوير وتحسين منهجيتنا الإشرافية بما يتوافق مع أفضل المعايير والممارسات الدولية.

وبنفس القدر من الأهمية، ونظرًا للتواصل المستمر مع المتعاملين في السوق، فقد نجح البنك المركزي السعودي (ساما) في غرس ثقافة راسخة لإدارة المخاطر والحوكمة في القطاع المصرفي الخاضع لإشرافه. وانعكست متانة الإطار التنظيمي للبنك المركزي السعودي (ساما) على الأوضاع المالية السليمة لكل مصرف وعلى استقرار النظام المصرفي السعودي.

وتُقيم مخاطر المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وتُدار باستخدام المبادئ ذاتها المتبعة في تقييم وإدارة مخاطر المنتجات التقليدية، ولدينا قناعة بأنّ هذا النهج قد ساهم في تطوير المنتجات المالية الإسلامية المبتكرة والمتينة في المملكة العربية السعودية، ويدلّ على ذلك نموها الذي شهدناه.

وعلى صعيد الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، فقد نمت نموًّا كبيرًا في المملكة العربية السعودية خلال العقد الماضي، حيث شكلت الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية نحو 51 في المئة من إجمالي أصول النظام المصرفي السعودي، و67 في المئة من إجمالي مطلوباته في يوليو 2016، وهذا أعلى مستوى مسجل بين الدول التي تنتشر فيها على نطاق واسع الخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والخدمات المصرفية التقليدية. كما تستحوذ المملكة العربية السعودية على نحو 19 في المئة من إجمالي الأصول العالمية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، ومن المرجح أن تصل النسبة إلى ما لا يقل عن 25 في المئة بحلول العام 2030.
وخارج سياق الصناعة المصرفية، فإن صناعة التأمين في السعودية متوافقة مع الشريعة الإسلامية بالكامل، كما أنّ معظم شركات التمويل غير المصرفية المرخّصة من البنك المركزي السعودي (ساما) تقدم منتجات متوافقة مع الشريعة الإسلامية في التمويل الشخصي، والتأجير التمويلي، والرهن العقاري.

 

التحديات المستقبلية
  • رأس المال البشري:
    يتطلب النمو السريع للمصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية توفير موارد بشرية مؤهلة ومدربة جيدًا في عدة تخصصات وعلى كافة المستويات الإدارية. وهناك حاجة ماسة لتكريس الجهود والتعاون في هذا الشأن بين الجهات الإشرافية والمصارف والهيئات المعنية بوضع المعايير لتحديد مناطق الندرة في الموارد البشرية. كما أنّنا بعد ذلك بحاجة أيضًا إلى إنشاء برامج تدريبية تلبي الطلب المتزايد في الصناعة المصرفية الإسلامية عالميًا، أي برامج شبيهة ببرامج التأهيل المهني وبرامج الالتزام للشركات التي تقدمها هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية هنا في البحرين.
  •   توحيد المعايير
    إنّ إرساء الشفافية وتوحيد متطلبات الإفصاح يستلزمان تبنّي قطاع المصرفية الإسلامية العالمي لمعايير محاسبة ومراجعة داخلية موحدة. ومن شأن هذه المعايير الموحدة أن تسهل عمل الجهات الرقابية والإشرافية، مما سيسمح لقطاع المصرفية الإسلامية بالنمو والتنافس العادل دون خلق مخاطر نظامية. لمجلس الخدمات المالية الإسلامية دورٌ فعّال في توجيه وإرشاد المؤسسات المالية الإسلامية والقائمين عليها منذ إنشائه في عام 2002. وقد عمل المجلس خلال العقد الماضي كحلقة وصلٍ بين جهات وضع المعايير للقطاع المالي التقليدي وبين القطاع المالي الإسلامي، وكان لعمله عظيم الأثر في مساعدة العديد من المصارف الإسلامية والقائمين عليها على تبني معايير مماثلة للمعايير المتبعة في المصارف التقليدية.
  • التوافق مع الشريعة
    ويكمن التحدي هنا في تحقيق التوازن المطلوب بين التأويلات المختلفة للنصوص الشرعية والخلافات الفقهية وصولًا إلى مزيد من الاتساق بين الهيئات الشرعية، بحيث تكون المنتجات أكثر معيارية لتعزيز سيولة الأسواق الثانوية من جهة، ولكي تتمكن الهيئات الشرعية من دراسة خيارات جديدة تشعل وقيد الابتكار والمنافسة من جهة أخرى. ولا يكفي أن تكون المنتجات متوافقة مع الشريعة الإسلامية، بل ينبغي أيضًا أن تكون ذات جدوى اقتصادية. وهذا يتطلب ألا يقتصر العلماء الشرعيون في خبرتهم على الفقه الإسلامي فقط، بل يجب أن يكون لديهم إلمام كافٍ بالجوانب القانونية، والمحاسبية، والهياكل المالية التي تقوم عليها المنتجات والأدوات المالية الإسلامية.
  •  إدارة مخاطر السيولة
    بالرغم من النمو والتطور المستمر في أدوات الدين لتلبية احتياجات السوق والعملاء، إلا أنّ لضعف حجم سوق الأدوات المالية الإسلامية فيما بين المصارف تداعيات خطيرة على آفاق النمو المستقبلي للمصرفية الإسلامية. ويتفاقم هذا الوضع مع شيوع ثقافة "الشراء والاحتفاظ" لدى العديد من المستثمرين، ولا سيما في السوق الخليجية. وفي هذا الصدد، يجب ملاحظة شح الصكوك الحكومية الممتازة، التي تعد إحدى أدوات الدين الإسلامية المكافئة للسندات الحكومية التقليدية خالية المخاطر التي تستخدم كضمان في السوق التقليدية ما بين المصارف.

    ولا يمكن الفصل بين منتجات المصرفية الإسلامية والمعلومات الائتمانية. حيث حرصت سمة ومنذ انطلاقتها على أن تراعي في منتجاتها الائتمانية مبادئ الدقة والشمولية لتتناسب بشكل عام مع كافة متطلبات السوق المحلية.

 

ماذا توفر سمة؟
  • تقارير ائتمانية دقيقة وشاملة عن الأفراد وقطاع الأعمال.
  • مؤشرات تقيس سلوكيات المستهلكين الائتمانية.
  • أدوات تحليلية تساعد الجهات التمويلية من قياس حجم المخاطر.

منتجات وخدمات سمة الأخرى
  • سمتي ( نظام الأفراد).
  •  سمات ( نظام الشركات).
  •  معرّف ( معرف الكيانات القانونية).
  • تقييم المنشآت الصغيرة والمتوسطة (تقييم).
  • قاعدة البيانات الوطنية.
  • تقارير الأداء الائتمانية.
  • سمة 360.
  •  تنبيهات سمة.
  • تقييم سمة.
 
الريادة في أرقام
  2022​​​  
1
إجمالي عدد التقارير الائتمانية التي أصدرتها سمة (2004 – 2022)
137,876,35 تقرير
2
إجمالي عدد المسجلين الأفراد في نظام سمتي 2022
​2,341,798​ فرد
3
مستوى جودة بيانات الحسابات الائتمانية
99.67%​


تعرّف على سمة

الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة) هي أول شركة معلومات ائتمانية وطنية تأسست في عام 2002م وبدأت عملها في عام 2004م، وتعدّ التجربة الائتمانية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويمكنها مساعدة قطاع الأعمال على الوصول الميسّر لكافة  المعلومات الإيجابية والسلبية عن المستهلكين والشركات.

 

مسؤولية قانونية: كافة المعلومات التي تحتويها المدونة تم التأكد من دقتها في تاريخ نشرها، إذ لا تقدم سمة أي ضمان حول دقتها واكتمالها بعد تاريخ النشر. تم تقديم المعلومات بغرض التثقيف فقط، ولا يُستند عليها في أي استشارة مالية أو قانونية؛ حيث يجب أن تستشير ذوي الخبرة عن أي مشورة أو تساؤل حول المعلومات التي ترغب بالحصول عليها. لمزيد من المعلومات حول منتجات وخدمات سمة يرجى زيارة صفحة الخدمات والمنتجات.